لدى من الذكريات ما يكفى لألف عام

فى النهاية, لن يبقى إلا ذكريات تقبع بحلوها ومرها اللذيذ بين تلافيف الذاكرة , تخدر الأتى وتروى عطش الذى مضى, وقصص تحكى للصغار , لأنك لست أنت الذى كنته بالأمس , ولا شخص اليوم سيستيقظ فى الغد , وهذه الأشياء التافهة-الباقية فقط- قد تعنى لك أكثر بكثير مما تعنى لغيرك,كل قطعة لها حكاية تروى , وكل ورقة خلفها حدث, وانت تفرغ حقائبك من أحشائها , وأنت تفرش أيامك التى قضيتها بين أركان شنطة سفرك ستدرك أنك لم تكن أنت...أمامك تذاكر سفر , حجوزات فنادق وخرائط لكل البلاد ومتاحف وحدائق وعنواين صحف وخطابات تذكية ودعوات ومؤتمرات وأصدقاء وعملات ورقية , ونقود لم تعد قابلة للصرافة , وهدايا تذكارية وتذاكر مترو وتأشيرات دخول وأختام ,وبطاقات شخصية وفواتير شراء وتصريحات مرور وأشياء من فرط إستعمالها تهالكت وأخرى برغم كونها عادية للغاية إلا أنها كانت يوماً ملاذك الوحيد ومعينك فى أحلك اللحظات...ذكريات لن تموت حتى مع موتك , ستظل تهدر بين الأماكن والبلاد والقارات كنسيم الفجر....مسافة أكثر من ألفى كم بين رحلات طيران , وعربات , وباصات وشوارع ووجوه كثيرة لا تعرفها ووجوه عرفتها وضاعت وأخرى باقية لا تدرى إلى متى تظل , ولغات بكل الحروف وكتب لكل الثقافات وديانات كثيرة وأسئلة أكثر من ماء البحر...لدى ثمان وعشرون عاماً من العمر , وألفاً من الذكريات.
مشاركة من صديق الصفحة Ahmed Fouad Qamesh
#قصتي_مع_السفر