قصتي مع السفر والإستقرار فى تركيا

سلام عليكم جميعا ..
أنا مصري مقيم في اسطنبول مع عائلتي 4 أفراد منذ 8 أشهر ..
لوجه الله عايز انقل ما جربته خلال هذه الفترة بالايجاب والسلب باختصار و شمول قدر المستطاع.
كلامي موجه للناس اللي في مرحلتي و شبهي (زوجين معاهم اطفال , متوسطي الحال , موظفين , مؤهلات , هدف السفر حياة افضل و مستقبل ارقى للأولاد)
1- الشغل:
صعب الحصول على فرصة بمرتب مجزي يوفر حياة متوسطة كالتي تحصل عليها بشغلك بمؤهلك انت و زوجتك في مصر أو السعودية للاسباب التالية:
ا.اللغة: انت غالبا معكش لغة و لو اتعلمت في مصر شوية هتيجي هنا هتلاقي الممارسة اهم من كل اللي اتعلمته لان الناس بتتكلم بسرعة و انت مش لاقط زي ما كنت بتلقط من فيدوهات اليوتيوب و الاساتذة لو اخدت كورس.
ب. الاستغلال: انت غالبا هتعمل اقامة سياحية اللي هي قانونا لا تسمح لك بالشغل الرسمي فهيستغل اصحاب الاعمال النقطة دي و يخسفوا بمرتبك الارض و يحملوك ساعات شغل كبيرة جدا اطول من اللي كنت بتشتغلها في مصر. هتشتغل في حدود (10 -12 ساعة) و غالبا السبت دوام كامل او نص يوم و الاحد فقط اجازة.
ج. المنافسة : الاتراك 80 مليون و بيشتغلوا كل حاجة و بمنتهي الجدية و الاخلاص و الاتقان اللي متعلمناهوش في شغلنا في مصر للاسف. احنا اقوى منهم في الابداع و التفكير بره الصندوق وابتكار الحلول وفي اللغات الاجنبية فقط لاغير . 
السوريين: اشطر مننا و لما جم مصر اتأكدنا من ده و هنا تعدادهم على الاقل 2 مليون في مقابل 20 الف مصري. و بيشتغلوا كل حاجة و باجور زهيدة وعندهم قدرة على التوفير و الاقتصاد في المعيشة اكتر مننا بكتير (ممكن السكن الواحد تتشارك فيه كذا اسرة و ده احنا كمصريين غير مقبول و لا محتمل عندنا ).
د. النصب: و ده منتشر جدا للاسف بين العرب, هتلاقي من ينتظرك كفريسة ضالة و يعملك البحر طحينة و انوا بقاله في اسطنبول قد كدة و اعماله قد كدة و تعالي نتشارك و العمل الحر و التجارة هي الحل و يكسبك اول مرة وبعدين بالثقة ياخد منك تحويشة و شقا عمرك و الباقي اتركه لخيالكوا انتوا بقى وده اتعرضتله شخصيا برضه عشان محدش يفتكر اني بقول ما اسمع انا بقول ما جربته و اؤكد على ذلك .
انا تجاوزت نقطة الشغل دي ازاي .. انا شغلي مصمم وعملائي كلهم بره تركيا و بتواصل معاهم عن طريق النت.
2- تكاليف المعيشة:
مش اقل من الف دولار ( اكرر للناس اللي في مرحلتي و شبهي ) و لا انصح ابدا ان الناس تعيش وتبني قراراتها على الحد الادنى خصوصا في بلد غريب . يعني انا بقولك الف دولار تعمل انت حسابك على الف و ميتين ,الف وخمسمية لو امكن. الدولار ب 3.5 ليرة وقت كتابة هذا المنشور.
السكن : نوعين في بيت في عمارة في الشارع او في شقة في مجمع خدمي مغلق. طبعا النوع الاول ارخص بس النوع التاني اامن و انصح بالنوع التاني حتى لو الشقة اصغر لاعتبارات الامن و ده كان اختياري الشخصي و مرتاح ليه .
المدارس: الخاص عربي و اجنبي اغلى و اقل في الجودة من مصر, الحكومي التركي مجاني تقريبا و لم اجربه عشان اولادي صغيرين قوي لسه و الحضانة اخترتها عربي عشان لازم الاطفال يتعلموا عربي الاول والا هويتهم هتضيع بدري بدري .
الاكل و الشرب و المواصلات و الملابس: كله اغلى من مصر بس اجود و اامن و انظف و اكثر ادمية ( حتى بعد الزيادات الاخيرة في مصر عشان اللي بيظن اني مش متابع).
فواتير الخدمات ( ماء, كهرباء, نت , غاز طبيعي و تدفئة , عائدات, بنزين لو عندك عربية ) : كلها اغلى من مصر تلات أضعاف ( حتى بعد غلاء كل هذه الخدمات في مصر عشان اللي بيظن اني مش متابع).
الفسح و المتنزهات و البنية التحتية: افضل من مصر قطعا و متاحة في معظمها الغالب بالمجان او باسعار معقولة للجميع ولا مجال للمقارنة لصالح تركيا.
الصحة: أغلى من مصر في كل التفاصيل من كشوفات لتحاليل و اشعة لعلاج و مش اجود لانك غالبا عشان تتغلب على النقطة دي هتلجأ للمستوصفات بتاعت السوريين ودي حاجة على قد حالها كدة بس بتادي الغرض و لو انت في مصر مشترك في نقابة و عندك تأمين صحي فبالتأكيد هتحس بفرق شاسع في مصاريف الصحة لو لا قدر الله احتجت لذلك.
3- الدين: 
تركيا كل واحد حر يعمل ما يشاء ما دام لا يتعدى (القانون) بس ده معناه انك ممكن للاسف انت وعيالك تشوفوا اثنين بيحضنوا و يبوسوا بعض في المواصلات العامة عادي و لكن لا يمكن تلاقي حد مولع سيجارة في المواصلات او بيرمي حاجة في الارض او بيتحرش بواحدة زي ما بنشوف في مصر.
الموضوع ينسحب على لبس الناس و التزامهم بالصلاة و الصوم و كل حاجة .. باختصار تركيا بلد علماني و لم يدعي اي حد فيها انها بلد اسلامي بما فيهم رئيس البلد نفسه ( كما يتوهم البعض و كما يروج البعض الاخر).
المساجد : هنا جميلة و نظيفة و مفيش سرقة احذية و لا نوم و اتكاء زي عندنا و مكان الوضوء منفصل عن دورة المياة و الجميع يرتدي الجوارب حفاظا على سجاد المسجد و زوارها معظهم من العرب و الاتراك كبار السن و الاذان هنا بصوت حسن.
المعاملات المادية : البنوك ربوية و لا يوجد شئ اسمه بنك اسلامي هنا و لا توجد ازمة عملات بالشراء او البيع او التبديل عن طريق البنك او الصرافة و الكارت الائتماني هو وسيلة الدفع الرئيسية هنا حتى في اصغر محال البقالة في الشارع.
4- البيئة:
اللون الغالب هنا هو الاخضر و الجو عموما الطف و ابرد من مصر و لكن في الشتاء في اسبوعين تلج و اربعة شهور صقيع و درجات حرارة اقل من 10 درجات في النهار و تقترب من الصفر ليلا . المتنزهات و الغابات و البحيرات و الجبال من اسباب السعادة و الحبور لمحبي الطبيعة هنا.
الشوارع نظيفة وفي رصيف الناس تمشي عليه و ميول لمراعاة الناس اللي على كراسي متحركة او معاهم اطفال يعرفوا يطلعوا منه للرصيف , و عموما وليس اطلاقا مفيش زبالة بطنها مفتوح و لا نباشين زبالة و لابتوع روبابيكيا و لا بائعين مزعجين باصواتهم و ميكروفوناتهم المزعجة و لا تكاتك مشغلة مهرجانات و هو الشعب عموما هادي و مفيش تلوث سمعي زي مصر.
في ما عدا ثلاث شهور الصيف مشوفناش حشرات خالص لا ذباب و لا ناموس و لا نمل و الكلاب في الشوارع كلها مختومة و مطعمة و القطط قليلة .
5- الاجتماعيات: 
الناس في حالها و مفيش الحرارة و لا الضحك و لا الهزار بين الاغراب زي مصر و المادة هي محرك التعاملات و المصريين هنا فيهم تخوف من بعض و ده طبيعي بسبب النصب البيني المنتشر بين المصريين و العرب عموما و حتى الاتراك فيهم نصابين من اول سواق التاكسي لحد مسوق العقارات اللي بيبعلك شقة بمئات الالوف و ينصب عليك عادي و يستحل ده .
الاتراك شعب جاد و حمول بمزاجه و يستحمل زحمة المواصلات و مستغني لو قفلت معاه و يعرف يقدر الكبير و يرحم الصغير و كتير استغرب ازاي مستحملين العرب يزاحموهم اماكن المواصلات و العاب الاطفال و لكن تبقى المادة و ما ننفقه من دولارات هنا هي الاجابة الوحيدة المقنعة لي.
رمضان هنا مش لطيف و مفيش ود بين الناس زي مصر و مفيش مظاهر لرمضان و الناس بتاكل و تشرب في الشارع عادي زي مصر وطبعا عيلتك غالبا هتبقى في مصر فالافضل لو هتنزل اجازة يكون في رمضان عشان ده شهر صلة الرحم زي ما هو شهر العبادة و الطاعة.
اسف على الاطالة و الله من وراء القصد
شكرا محمود معوض على مشاركة القصة وجعله الله فى ميزان حسناتك.